تأسس قسم اللغة والأدب العربي في جامعة تربيت مدرس في بداية العقد السادس الهجري الشمسي، وبدأ نشاطه تحت إدارة المرحوم الدكتور فيروز حريرچي، الشخصية البارزة في مجال اللغة والأدب العربي. ومنذ البداية، تمكن هذا القسم بفضل جهود أساتذة مميزين من بلادنا مثل الراحلين الدكتور حريرچي، والدكتور آينه وند، والدكتور أنوار، وكذلك الدكتور أذرتاش آذرنوش والدكتور محمد فاضلي، من تخريج جيل جديد ومبتكر من خريجي اللغة والأدب العربي الذين شكلوا الأساس للتحولات اللاحقة في هذا التخصص داخل إيران.
كان نهج قسم اللغة العربية منذ تأسيسه يرتكز على تدريب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، في مجالَي اللغة العربية والأدب العربي.
في بداية نشاط القسم، لم يكن تخصص اللغة والأدب العربي يحتوي على توجه محدد، لكن بجهود أعضاء القسم تم وضع البرامج التعليمية لتخصصَي الأدب العربي وتعليم اللغة العربية، وتم إطلاق هذين التخصصين في مرحلة الماجستير في جامعة تربيت مدرس.
وفي مرحلة الدكتوراه، رغم بقاء اسم التخصص "اللغة والأدب العربي"، فقد أُجريت تعديلات أساسية على البرنامج التعليمي في جامعة تربيت مدرس، وبذلك يبقى قسم اللغة والأدب العربي في هذه الجامعة رائداً في تحديث برامج التعليم في مجال اللغة والأدب العربي بين أقسام الجامعات في البلاد.
يحتل تخصص اللغة والأدب العربي مكانة مرموقة في فهم الثقافة والحضارة الإسلامية العظيمة. ولهذا السبب، كان لهذا التخصص حضور فعال ومؤثر في معظم الجامعات المرموقة حول العالم وفي جامعات بلادنا المعروفة منذ فترة طويلة.
بعد الثورة الإسلامية، وبسبب الطابع الثقافي لهذا التخصص، شهد توسعاً كبيراً حتى أصبح موجوداً في معظم الجامعات الحكومية والجامعات الحرة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
اللغة العربية، بالإضافة إلى كونها لغة القرآن ولغة الدين للمسلمين وحاملة الإرث الحضاري الإسلامي، تُعتبر من اللغات الحية في العالم ويتحدث بها مئات الملايين في أكثر من عشرين دولة، وترتبط بشكل فريد بالتاريخ والثقافة مع اللغة الفارسية. ومن الطبيعي أن يولي صانعو السياسات الثقافية والتعليمية في البلاد اهتماماً خاصاً لهذه اللغة وآدابها، حتى ورد في المادة 16 من الدستور الإيراني ضرورة تعليم اللغة العربية من المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية.
يتألف تخصص اللغة والأدب العربي من قسمين رئيسيين: القسم الأول «اللغة العربية» والقسم الثاني «الأدب العربي». حتى عام 1385 هـ.ش كان التخصص يقدم تحت الاسم العام «اللغة والأدب العربي».
أظهرت الأبحاث التي أجريت في الجامعات العربية وغير العربية وجود تخصصات فرعية مثل «قسم تعليم اللغة» (تخصص اللغة)، و«قسم الأدب» (تخصص الأدب)، و«قسم النقد والأدب المقارن» (تخصص النقد والأدب المقارن).
لذلك، وبعد نقاشات ودراسات مكثفة واستشارات مع الخبراء الداخليين والخارجيين، خاصة في عدة مؤتمرات لمديري أقسام اللغة العربية، قرر قسم اللغة والأدب العربي في جامعة تربيت مدرس إنشاء تخصصات مستقلة مثل الأدب العربي وتعليم اللغة العربية. وبفضل الله وجهود مكثفة، نجح القسم في تأسيس تخصص الأدب العربي عام 1387 هـ.ش الذي تحول لاحقاً عام 1395 إلى تخصص مستقل، كما أطلق تخصص تعليم اللغة العربية عام 1392 هـ.ش.
تقسم أهداف تخصص الأدب العربي إلى هدف رئيسي وأهداف فرعية كما يلي:
في مرحلة الدكتوراه، يتم تعريف الطالب علمياً وعملياً وبحثياً على مجالات مختلفة من اللغة والأدب العربي القديم والحديث، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المحلية للبلاد، خصوصاً في مجال التفاعل بين اللغة والأدب العربي والفارسي عبر التاريخ المشترك.